الثلاثاء، 19 أبريل 2011

الشعب يريد اسقاط الدولاب (مقال مقتبس) شلش العراقي

الشعب يريد اسقاط الدولاب
شلش العراقي

13 آذار 2011

هرعت بصحبة الحسناء فتنة ابنة عمي شناوة، والملقبة بالليدي غاغا، كما هرع المئات من عوائل العراقيين الى حديقة الزوراء، لمشاهدة الديناصور الايطالي الجديد، والذي دشنه السيد امين بغداد وقال عنه : هذا ثاني اكبر دولاب هواء في الشرق الاوسط، وبلغت تكلفته 6 مليون دولار.
وحال وصولنا مكان الحدث، صدمنا جميعا حين وجدنا الحكومة قد سبقتنا الى المكان، واحتلت مقصورات الدولاب جميعها، فيما وقف اعضاء مجلس النواب وبعض من رجال الدين في طابور طويل بانتظار دورهم للصعود، والدولاب يدور بهم مرة واثنين وثلاثة وعشرة والحكومة مستمتعة ولا تبدوا على وجوههم الكريمة أية رغبة بالنزول.
المالكي والى جانبه حسن السنيد وعلي الاديب وخلفهم الخزاعي والمطلك والدباغ ، ثم باقي أركان الحكومة، فرحين بما آتاهم الله من نعمة، وكلما ارتفعت بهم دورات الدولاب اطلقوا في الهواء اصوات الابتهاج والفرح هييييييييييييه، فيرد عليهم الناس وجعيييييييييييييه!
السيد صاب صابر العيساوي، صاحب المشروع، وقف تحت سلم الصعود محييا أعمامه الوزراء، مشجعا اياهم على مواصلة اللهو واللعب، وابتسامة عملاقة تنبلج من برطميه، وقفت الناس مذهولة وحائرة ومكفهرة من استحواذ الحكومة على كل شيء، ومن ناحيتي انا تقطعت الماً وحسرة حين ضاعت امنيتي بسرقة قبلة غرامية سريعة في اعلى الدولاب، بعيدا عن انظار كامل الزيدي.
استجمعت شجاعتي، وبتأييد من فتنة بعض المحبين، هتفت وسط الجماهيرالمستاءة قائلا :

دولابك يا صابر خوش دولاب
يسوى الحكومة ومجلس النواب
وجذاب نوري المالكي جذاب
ها إخوتي ها.. ها .. دولاب يدولب راعيها

ورددت حشود الناس معي، واجابني احدهم :

الدنيا مثل دولاب صابر، مرة فوك ومرة جوا
وليشوف الشعب من فوك، احنا نشوفه جوا
حرامية، باكو تراب الوطن، لوثوا جوا
ها خوتي ها ... نزلونييييي طاحت قندرتي

جاوبه مواطن شريف اخر

هذا ديلاب الهوى بس وين المراجيح
ما يهمني الشعب، خايف عل الحكومة تطيح
منريد تغيير الوضع، غايتنا بس تصحيح
ها اخوتي ها .. ها... صعدونيييي شوية وياكم

وقال احد المغتربين الذين جاء يقضي اجازته في ربوع الوطن
ووتس اب، ووتس روونك ويذ يوووو
ثييفز حتى وييل الشعب بكتوا
اويل نوت اناف، دولاب توووو؟
ها برذرز .. ها (اور وييل هاز بين ستولن ) وبالعربي لقد سرق دولابنا

بدات حشود الشعب، متأثرة بما قاله الاخ المغترب، وراحت تتادفع نحو موقع الدولاب، تردد شعارات جديدة تناسب الحدث، وترفع لافتات تطالب الماكي بالنزول من الدولاب وترك المواطنين يستمتعون باموالهم.

اصر المالكي وحكومة الشراكة الوطنية على البقاء وطلبوا قوات مكافحة الشغب بالتدخل الفوري، وصرح كمال الساعدي : على الشعب ان يكف عن ازعاج الحكومة، والدولاب حق دستوري للحكومة وان وجودها فيه جاء بانتخابات شعبية.

قاطعه الناس بهتاف .. انزل .. انزل ... انزل
اراد خالد العطية اداء صلاة مشتركة وافتى بجواز صلاة الحكومة وهي تدور بالدولاب. قاطع الشعب هذه الصلاة وعدها الجميع غير دستورية.
وعندما اقتربت مقصورة المالكي من الارض، اوفد حسن السنيد للتفاوض مع الناس، لكن الحميع قاطعوه.. انزل .. انزل .. انزل.

حضر الشيخ صباح الساعدي مهرولاً و بدا عليه الانبهار بالدولاب، هذا الكائن الخرافي، واطلق تنهيدة حارة وصاح : هذا هو الفساد بعينه !!! .
ميسون الدملوجي طالبت باحترام حصة النساء في الدولاب .

ابراهيم الجعفري قال : ان اختناق فضاء العملية السياسية بمظاهر آلية الدوران على المركز الإرتكازي يجعلني اقول بكل وضوح وشفافية أمام شعبنا، ان دولاب الهواء لا يشكّل نوعاً من الحل، وانما إلتفاف على مجمل مخرجات التفاعل بين فعل الحكومة وإنفعالها. صفق له بعض اعضاء البرلمان بشدة .

وقال صالح المطلك: ان مئة فرة بديلاب الهوى تعد فترة مناسبة للحكومة وبعدها يجب على المالكي ان يستقيل.

والنائبة مها الدوري، التي استقبلها الشعب بترحاب حار لمواقفها الشجاعة، قالت : لم أرى دولابا بعثيا ولكنني رايت مراجيح بعثية .

وقال عزة الشابندر ان راكبي ديلاب الهوى هم عشيرة متخلفة منحطة بلا اخلاق ولا دين، وان الشخص الجالس في المقصورة رقم 9 هو اغبى واحد شفته بحياتي.

ممثل التيار الصدري رد على إحتجاجات الناس قائلاً: سماحة السيد امر باجراء إستفتاء على أحقية الحكومة بركوب الديلاب قبل الشعب.

احد المواطنين كتب على كارتونة: انزل اريد اصعد جهالي، وكتب اخر: انزل اريد اشوف بغداد من فوق. وكتب اخر بالايراني (سوى بايين)، واضاف اخر بالفرنسي (اون باس)، وعلقت عجوز على صدرها كارتونه تقول: انزلوا الله لايوفقكم بجاه العباس، اريد اصعد واشم هوى الله. وكتبت شابة دلوعة على كارتونة بيضاء: نيالكم.

الحكومة مُصرّة، واخذ الوزراء السعداء يصفقون ويغنون (منطييييها .. منطيييييها).

صابر من جهته يزيد من سرعة الدولاب والحكومة تضحك والشعب ميت من القهر.

الحكومة تضحك واطفال الشعب يتحسرون ويبكون يريدوا ان يجربوا شيئا جميلا ولو مرة بحياتهم. الامهات يبكين على بكاء الاطفال، والعجائز يلطمن على رؤوسهن, والحكومة تضحك وتلهو وتتعالى قهقهاتها، وكلما وصلوا الى اعلى نقطة، يرفعون ايديهم بالهواء، و يصيح المالكي هييييييه! ويرد عليه الجميع هيييييييييه!

جاءت قوات الطواريء لتبعد الشعب قليلا الى الوراء. صاحت الناس: سلمية .. سلمية .. لكن الهراوات اشتغلت وكذلك خراطيم المياه الحارة، وبعد قليل جاءت مروحية عملاقة حلقت فوق الدولاب وحركت غباراً كثيفاً.

بدأ الدولاب بالاهتزاز وتحركت أوتاده الكونكريتية لتقتلعه من الارض شيئاً فشيئاً حتى إنفلت من شدة الريح وطار في الهواء، ومثل بالونة عملاقة، اخذ يتارجح في سماء بغداد حتى اصبح صغيرا بحجم طائرة ورقية .. ثم اختفى الى الابد.

Shalash70@hotmail.com

http://www.facebook.com/shalash.eliraqi
المصدر: شلش العراقي -Facebook

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق